Sunday, March 23, 2014

عالم بدون أم السعد



أولاً عزيزي القارئ دعني أخذك في رحلة تعريفية بما يحمله معنى لقب " أم السعد" .. للوهلة الأولى قد تعتقد ان تفسير اللقب هو انه لسيدة ريفية بسيطة ,تخبز الفطير المشلتت و تقوم بكل أعمال المنزل من كنس و مسح و تلميع و غسيل سواء لأطباق أو ملابس .. الخ , و في بعض الأحيان اعمال ما في الحقل , ولكن هذا ليس مقصدي .

لقب أم السعد في هذه السطور يقصد به كل أنثى همها الأكبر في الحياة هو "بيت العدل" ,هي تلك الأنثى التقليدية التي تأتمر بأمر فلان و علان و ترتان من المحيطين بها , و بما يمليه عليها المجتمع .

ترتدي الحجاب غير المبالغ فيه , لاتخرج كثيراً لظروف خارجة عن إرادتها , لا تضع اي نوع من مساحيق التجميل على وجهها , تستمع الى الأغاني الرومانسية دائماً ,في أغلب الأحوال لا تعمل و لكنها تخرجت من جامعة أو معهد ما.

تتعمد اظهار ايمانها و اعلام الجميع انها تؤدي الصلوات جميعاً ,هي أيضاً التي تتكلم عن الجنس مع صديقاتها و كأنها خبيرة طبية متخرجة من جامعة أوكسفورد قسم "علاقات زوجية" , هي التي تتكلم عن الحب و العاطفة ثلث أرباع وقتها .

هي تلك الأنثى التي بلغت عقدها الثالث و لم يلمس جسدها بشكل حميمي أي كائن بشري , هي تلك البائسة التي تحاول اقناع نفسها بان كل شئ على مايرام و ان العيب في الجنس الأخر - و قد يكون - هي تلك الأم السعد .

تخيل معى ذلك الكيان المشوه المطلوب منه ان يكون مبتكر و مبدع , نافع لنفسه و ياحبذا لو لبيئته . أن يكون نداً لشخصية هي عكس كل ما هي عليه , أن تكون نداً لأنثى اخرى لا تحمل اطنان التعاسة التي تحملها أم السعد .

فندها تربت على ان تقرر مصيرها منذ ان بلغت سن الثامنة عشر , لا يوجد عليها أي أعباء مجتمعية مرضية تجعلها أسيرة الأحلام الوردية , مندمجة في مجتمع حيوي يتشارك فيه الذكور و الاناث بشكل متساوي , ندها هو كل ما حلمت به أم السعد و لم تستطع تحقيقه.

هنا لا توجد حلول و مناقشات , لاشئ سوى تثبيت المرآة على أم السعد , علها تدرك كم اضاعت من أيام و سنين لن تعود .

خلى بالك يا أم السعد أحسن الأكل يتحرق ..قومي  

No comments: